جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    ماذا لو لم توجد حماس!!

    آخر تحديث: الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022 ، 09:52 ص

     

     

     

     

     

    ماذا لو لم توجد حماس!!

    بقلم الصحفي / أيمن تيسير دلول

    بينما هي تحتفي بذكرى انطلاقتها 35 يتبادر إلى الذهن سؤالٌ مهم وإن كان بطريقةٍ مختلفة: ماذا لو لم توجد "حماس" على أرض الواقع؟ ما الذي كان سيختلف عنه المشهد الفلسطيني أو العربي وربما الدولي؟

    الإجابة عن هذا السؤال بعقل الناقد والباحث على أسسٍ علمية وموضوعية يستدعي خبراء في مجالاتٍ شتى وأيامًا طوال من البحث والتحري والتقصي؛ لتكون النتيجة التي تم الوصول إليها منطقية وتحترم المنطق السليم، غير أني في هذه المساحة الضيقة سأجتهدُ بالمرور على محطات وأحداث من تاريخ الشعب الفلسطيني وكان لحماس الحركة الإسلامية بصمة واضحة في صياغتها ورسمها.

    جاءت "حماس" في زمن غابت فيه معالم التدين، فكانت المساجد لا يدخلها إلا من شارف على الانتقال للحياة الآخرة، ورؤوس النساء وسيقانهم مكشوفة إلا ما ندر، وبعد ثلاثة عقود ونصف انقلبت الآية في فلسطين فباتت هناك الدافعية صوب المساجد وحلقات القرآن الكريم وغيرها من محاضن التربية، بل حتى بات حفظة القرآن من غزة يُحفظونه لأقرانهم المسلمين في بقاع العالم شتى عن بُعد.

    جاءت "حماس" في زمن انتكاسة عربية قبلت بأن تكون فلسطين محتلة وتدعو للتعايش مع المحتل الإسرائيلي القاتل والمجرم وسارق الأرض والديار، فنقشت في جدار الذل والهوان لتُسمع مختلف الأطراف بأن فلسطين محتلة. هي لم تعتمد بذلك على الشعارات وإنما جعلت الميدان واسعًا للجد والتعلم والتطوير، فاشتبكت مع المحتل بالحجر والسكين والبندقية والصاروخ ومن خلال أجهزة الحاسوب أخيرًا.

    جاءت "حماس" فصنعت الصاروخ رغم الحصار من ذوي القربى والعروبة فاستهدفت كل مدينة من فلسطين المحتلة لتُعيد بذلك أملًا مفقودًا لدى العرب والمسلمين بإمكانية السجود مرة أخرى في باحات أولى القبلتين، وهو الصاروخ الذي لم تفلح دولًا عربية على استخدامه في استهداف أي مدينة من مدن المحتل رغم تهديداتها التي أصمت آذاننا منذ عقود من الزمن، فبقيت تهديدات العرب وذهبت صواريخ استعراضاتهم بعدما أكلها الصدأ.

    جاءت "حماس" وهي -الحركة وليست الدولة- فاخترعت الطائرة التي تحلق في سماء فلسطين بحثُا عن حرية أو وطن مسلوب، طائرة منها الاستكشافية والانتحارية والهجومية، وهي طائرات لم تتمكن دولًا عربية وإسلامية من صناعتها رغم امتلاكها آبار النفط والغاز والإنشاءات والجامعات، بينما "حماس" الحركة الضعيفة فتمكنت من استنهاض أبنائها والمبدعين في الأمة فصنعت طائرة تحلق وتربك حسابات المحتل.

    جاءت "حماس" ودمرت نظرية الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر، فاقتحمت عليه مواقعه وأبطالها داسوا على رقاب جنوده بأحذيتهم في مشاهد عزٍ لو لم يشاهدها الأحرار في العالم لكان من الصعوبة تصديقها في ظل الصورة النمطية التي تم رسمها في ذاكرة الأجيال الجندي الإسرائيلي.

    جاءت "حماس" وفتحت صفحات حياة مشرقة لمئات الأسرى الفلسطينيين والعرب وقهرت سجانهم الإسرائيلي الذي حكم عليهم بالسجن لسنوات ضوئية، فأسرت جندي إسرائيلي "جلعاد شاليط" واحتفظت به لسنوات في بيئة غزة الساقطة أمنيًا أصلًا، لكن الحركة "حماس" وجناحها العسكري والأمني أسقطوا بالتكتم على مكانه كل إمكانيات المحتل الأمنية والاستخبارية.

    جاءت "حماس" وفتحت ميدان استقبال المتطوعين للجهاد في فلسطين بأنفسهم أو أموالهم وخبراتهم، فمنهم من قضى نحبه كالعالم التونسي "محمد الزواري" و القائد الفذ "جمعة الطحلة" و البطل "عصام الجوهري" وغيرهم الكثير ممن مضوا على طريق ذات الشوكة وخلد ذكرهم التاريخ، أما الذين كانت أيديهم سخية على فلسطين من خلال القنوات التي أعدتها لهم "حماس" في العمل الخيري والمقاوم وغيره فهي أكثر من ذكرها في هذا المقام.

    جاءت "حماس" فكانت اليد الحانية على الأرملة والمسكين والفقير وصاحب الحاجة وأبدعت في تفقدهم وتحسس احتياجاتهم حتى في أشد الأوقات قسوة وشدة وعوز بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة أو سياسات أطراف ربطت مصيرها بمصير المحتل الإسرائيلي.

    جاءت "حماس" ولأول مرة في تاريخنا المعاصر ومنذ سيطرة هذا المحتل على بلادنا تُجبر طائراته على تغيير مسارها وتُخبر مستوطنيه بمواعيد هدنة للتسوق ومواعيد أخرى لاستهداف منشآته بصواريخ العز والكرامة، في مشهد وثقته كل كاميرات التلفزة العالمية.

    جاءت "حماس" فاخترقت أجهزة حواسيب حساسة لكيان الاحتلال تمكنت خلالها من اختراق بث فضائياتهم ووقف محطة القطارات وتشغيل صفارات الإنذار، وتدمير مواقع إلكترونية حساسة، وما خفي لدى أبطال السايبر القسامي أكبر.

    جاءت "حماس" وكانت الحاضن والأخ الحنون لكل تنظيم فلسطيني يحمل البندقية لمواجهة المحتل الإسرائيلي، فقامت بتوفير الأمن للمقاومين على ظهورهم ومقراتهم وعتادهم وأعمالهم، وحاربت المتربصين بهم، بل وباتت تنظم بالشراكة معهم التدريبات المشتركة التي تمخضت عن غرفة العمليات المشتركة كنواة أولى في طريق تشكيل جيش تحرير فلسطين.

    جاءت "حماس" وكانت نِعم من يوحد القرار السياسي بعدما وحدت الطلقة العسكرية فاجتمعت الفصائل الفلسطينية كافة على كلمة سواء فأغاظت المتربصين، وباتت كل الأطراف التي تبحث عن حلول للقضية الفلسطينية تواجه حائطًا متينًا يأوي إليه الأحرار المحبون لفلسطين من كل مكان.

    أخيرًا، "حماس" ليسوا ملائكة أو مرسلون، بل هم من البشر يعملون فيخطئون أو يصيبون، قد يتسلل إلى صفوفهم صاحب المصلحة أو المنافق والمتربص الذي قد يرتقي ليكون فاسدًا يشوه صورة الحركة الجميلة، لكنها سنة الحياة أن الشعوب التي تواجه المحتلين فأساليب المحتلين لا تقتصر على العمل العسكري فقط وإنما تتنوع ما بين الاستخباري والأمني والاختراق وغيرها، غير أن الأهم بأن "حماس" حينما تكتشف الفاسد في صفوفها فإن فيها جيلًا يرفض القبول بذلك ويُشهر سيوف محاربته داخل الأروقة التنظيمية أو في العلن، بينما غيرها حينما يكتشفون عمالة أحد أبناء تنظيمهم فإنهم سرعان ما يقومون بترقيته في السلم القيادي ليتحول إلى قائدهم الذي لا يُشق له غبار.

     

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...