كان على والدة رجاء أن تخÙÙŠ كلّ ما رتّبته ابنتها العروس على رÙو٠غرÙتها، كي لا تغصّ بموجة جديدة من الانهيار العصبي الذي راÙقها منذ سمعت نبأ استشهاد عريسها Ø£Øمد. «Ø¹ÙŠØ¯Ù†Ø§ عيدين»ØŒ هذا ما كتبه Ø£Øمد المصري على كلّ الهدايا التي قدّمها إلى رجاء طوال شهر كامل سبق موعد الزÙا٠الذي كان مقرَّراً ثاني أيام عيد الÙطر.
ونØÙ† جالسون، تستذكر والدتها مقدار الÙØ±Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ عاشه خطيب ابنتها Øتى قبيل يوم من استشهاده. تقول: «ÙƒØ§Ù† Ø£Øمد ممتعضاً قبل أن يغادر منزلنا ÙÙŠ الـ 27 من رمضان، ولمّا سألته عن السبب، جاوب بابتسامة ماكرة: ليه ما يكون ÙرØÙŠ أول يوم العيد، والله ثاني يوم كثير بعيد». قالها وترك ضØكة صاخبة ثمّ غادر.
تروي الأم: «Ø³Ù‡Ø± ÙÙŠ منزلنا Øتى منتص٠الليل. كنا نتجمّع ÙÙŠ المنزل ÙÙŠ انتظار الÙرØØŒ وكلّما رآني، غنّى لي أغنية زواج العيد». تنهمر الدموع من عينيها، ثمّ تميل برأسها إلى كت٠ابنتها التي لم تنطق إلّا بجملة واØدة كرّرتها طوال وجودنا: «Ø±Ø يرجع... Ø±Ø ÙŠØ±Ø¬Ø¹ØŒ لسّا العيد ما أجى». أما Øماه، أبو Øسام، Ùيقول: «Ù„يلتَها، خرج من البيت وكنّا ÙÙŠ انتظاره... جلسنا على باب البيت، كلّ شباب العائلة والأطÙال».
ساعة أو اثنتان، لا يدري الأب المكلوم كم بقي شباب العائلة يهزجون المواويل ÙÙŠ Øضوره، لأن «Ù„Øظات الÙØ±Ø ØªÙ…Ø±Ù‘ سريعاً». ÙŠÙكمل الرجل الذي تقول تجاعيد وجهه إنه يغلق أبواب الخمسينيات: «Ø£Øمد كان سعيداً جداً بØجم بساطته... جمع تكالي٠ÙرØÙ‡ من عمله ÙÙŠ مزرعة العائلة، يوماً بيوم». ويستطرد من دون أن نسأل عن التÙاصيل: «Ù…ثل ما بقلك، يوم بيشتغل بـ100 شيكل (30$) بيشتري Ùيهن شوية ملابس لرجاء، وبعده بيشتغل بـ80 شيكل بيجيب زجاجة عطر وبيزورها».
العريس الذي لم يتجاوز الـ19ØŒ شاهَد عروسه التي تدرس تربية أطÙال، لأوّل مرّة، لدى خروجها من جامعتها. يبتسم Øماه، والد رجاء، ويقول: «ÙŠÙˆÙ…ها، لم تلاØظ رجاء تتبعه لها، لكن تكرار انتظاره لها طوال شهر كامل ومراقبتها Øتى تصل منزلها دÙعها إلى أن تخبرني... ÙÙŠ اليوم التالي، جاء ÙˆØده إلى المنزل طالباً يدها».
يتابع أبو Øسام: «ÙƒÙ†Ù‘ا Ù†Øبه مثل واØد من أولادنا. أمه استشهدت ÙÙŠ Øرب 2014ØŒ Ùكانت أم Øسام وأمي بيشعروا إنو من واجبهم يعوّضوه عن كلّ شيء». لكن Ø£Øمد قضى ÙÙŠ أولى ساعات الØرب. ÙÙŠ السادسة والدقيقة الـ20 من مساء الإثنين، الØادي عشر من الشهر الجاري. كان Ø£Øمد ÙÙŠ Øقله الملاصق للØدود الشرقية لبيت Øانون، أقصى شمال القطاع، برÙقة عدد كبير من Ø£Ùراد عائلته، ÙˆÙجأة أطلقت طائرة إسرائيلية Ù…Ùسيّرة صواريخ عليهم، ما تسبّب ÙÙŠ مجزرة أودت به مع تسعة آخرين من Ø£Ùراد أسرته، بينهم خمسة أطÙال.
بØØ« عنها تØت الأنقاض
قصّة أخرى لا تقلّ إيلاماً، بطلها أنس اليازجي الذي غيّرت الشمس Ù…Ù„Ø§Ù…Ø ÙˆØ¬Ù‡Ù‡ بعدما قضى ستّ ساعات متواصلة وهو يبØØ« عن خطيبته شيماء أبو العو٠تØت أنقاض منزلها. شيماء طالبة ÙÙŠ طبّ الأسنان، وبدأت Øكاية Øبّه لها منذ ثلاث سنوات، منها سنتان ونص٠سنة من الخطوبة، كان من المقرّر أن تتوَّج بإتمام الزواج بعد عيد الÙطر بشهر واØد.
يقول الشاب اليازجي: «Ø¬Ù‡Ù‘زنا الشقة، واشترت كلّ جهازها، وكنّا ÙÙŠ انتظار الÙرػ. انتهت قصة الØب باستشهاد شيماء إثر قص٠منزلها ÙÙŠ شارع الوØدة وسط مدينة غزة. يقول أنس مستذكراً اللØظات الأخيرة: «Ø£Ø±Ø³Ù„ت إليها عبر واتسآب بعدما سمعنا أوّل غارة، Ùسألتها عن Øالها وردت: أنا بخير لكن خايÙØ©».
يكمل الشاب العشريني: «ÙƒØªØ¨Øª لها: اختبئي، لكن الرسالة لم تصل». ÙÙŠ النتيجة، استشهدت أبو العو٠برÙقة 14 من Ø£Ùراد عائلتها منتص٠ليلة السادس عشر من الشهر الجاري، بعدما هوى البيت المÙكوَّن من أربع طبقات على رؤوسهم.
زينة الÙØ±Ø Ø¨Ø§Ù‚ÙŠØ©
لا تزال عائلة العريس الشهيد Ù…Øمد جمال أبو سمعان تÙعلّق ما تبَقّى من زينة الÙØ±Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶ÙˆØ¹Ø© قبل شهر ونص٠شهر من اليوم. كان منزل العائلة البسيط ÙÙŠ Øيّ الشيخ عجلين غرب مدينة غزة يضجّ بالÙØ±Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ أراده ابن الرابعة والعشرين بسيطاً.
شباب العائلة والأصدقاء المقرّبون Ùقط جمعتهم ليلة السمر التي سيكون عليهم أن ÙŠØÙظوا تÙاصيلها جيداً. «Ø¨Ø³ÙŠØ· وهادئ، Ù…Øبّ جداً للØياة بالقدْر الذي يعر٠كلّ من ÙŠØيط به أنه مشروع شهادة»ØŒ يقول زوج أخته، Ù…Øمود. ويكمل: «Ù„ا Ø£Øد على علم بطبيعة عمله المقاوم».
أمّا عروسه سها، وهي مهندسة ديكور، Ùتستذكر كي٠ناÙسها عريسها الوسيم ÙÙŠ تخصّصها الذي درسته بشغÙØŒ وكي٠بنى Ù…Øمد شقة العمر بأقلّ الإمكانات، معتنياً بأدقّ التÙاصيل: «Ø§Ù„شبابيك من خشب Ø§Ù„Ù…Ø´Ø§Ø·ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يوØÙŠ بالعراقة والأصالة، صالة المعيشة تملأها رÙو٠زاهية رÙصÙت عليها الزهور على Ù†ØÙˆ شديد التناسق، غرÙØ© النوم ذات اللون الأزرق السماوي والسرير الأبيض الثلجي».
تØيط زوجته عنقها بشال٠وردي كان قد اشتراه لها قبل رØيله. «Ù…Øمد له رأي مغاير ÙÙŠ الديكور، وهو أن البساطة هي الجمال». ÙÙŠ صبيØØ© اليوم السابع من الØرب، قضى Ù…Øمد ÙÙŠ اغتيال استهد٠سيارة تقلّه مع اثنين من رÙاقه بالقرب من ميناء غزة. «ÙƒØ£Ù†Ù‘نا ÙÙŠ Øلم لم يكتمل»ØŒ تقول شقيقته الصØاÙية سلسبيل. وتضيÙ: «Ù„ا نزال نعيش أجواء الÙØ±Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ انتظرناه طويلاً... لا نزال ÙÙŠ أجواء الÙØ±Ø Ø£ÙŠÙ‘Ø§Ù‹ كان مكانه، ÙÙŠ الأرض أو السماء».
أضف تعليق