"قل إن صلاتي ونÙسكي ومØياي ومماتي لله رب العالمين".. هي آخر ما سطرته يداها المتوضئتان وهي على Ùراش موتها، Øينما بدأت تشعر بأنه قد آن الأوان للرØيل إلى ما هو أبقى.
هذا ما بقي من ذكراها الثانية ÙÙŠ ورقة وجدت تØت وسادة النائب ÙÙŠ المجلس التشريعي مريم ÙرØات Øينما عادت من رØلة العلاج إلى مستشÙÙ‰ الشÙاء بغزة، كتبت تلك الآية لترØÙ„ من الدنيا لاØقة بأبنائها الشهداء الثلاثة Ù…Øمد ونضال ورواد.
وكانت أم المجاهدين كما يطلق عليها كل من عرÙها، قد رØلت ÙÙŠ مثل هذا اليوم السابع عشر من مارس قبل عامين، بعد معاناة طويلة مع المرض.
الميلاد والنشأة
أم نضال هي Ø¥Øدى نساء Ùلسطين، ولدت بعد النكبة ÙÙŠ 24 ديسمبر 1949Ù… لأسرة بسيطة من قطاع غزة، لديها 10 من الإخوة Ùˆ5 من الأخوات، تÙوقت ÙÙŠ دراستها Øتى تزوجت بÙتØÙŠ ÙرØات، وهي ÙÙŠ بداية الثانوية العامة، لكن لم يمنعها الزواج من إكمال دراستها، Ùواصلت، وقدمت الامتØانات الثانوية وهي Øامل بمولودها الأول، ÙˆØصلت على 80%ØŒ وأنجبت 6 من البنين Ùˆ4 من البنات.
إيواء المجاهدين
وظل بيتها مأوى للمجاهدين، إلى أن اختبأ Ùيه القائد الشهيد "عماد عقل" Ø£Øد قادة كتائب القسام، وأخطرهم على الاØتلال الصهيوني، وكان "عقل" على رأس قائمة المطلوبين للاØتلال الصهيوني Øيا أو ميتا، Øتى أطلق عليه "ذو Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ø¨Ø¹Ø©"ØŒ وأمر الاØتلال عملاءه ÙÙŠ غزة بتكثي٠جهدهم Ùقط لمعرÙØ© مكان عماد عقل.
اختبأ عقل ÙÙŠ منزل أم نضال بدءا من عام 1992ØŒ وكان يخرج لتنÙيذ عملياته ضد الاØتلال، Ùيقتل ويصيب ويبث الرعب ÙÙŠ قلوبهم، ثم يعود إلى منزلها ليختبئ Ùيه، إلى أن وشى به الخونة والعملاء، ÙØاصر الاØتلال المنزل، واشتبك عقل مع جنود الاØتلال Øتى قتلوه على باب المنزل.
لم يتوق٠دور أم نضال الجهادي عند هذا الØد، بل ربت أبناءها الستة على Øب الجهاد ÙÙŠ سبيل الله، Ùانضموا جميعا إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة المقاومة الإسلامية Øماس ÙÙŠ Ùلسطين.
استشهاد الأبناء
كانت Ù„Øظة Ùارقة ÙÙŠ Øياة أم نضال، يوم أن ودعت ولدها وزÙته بنÙسها إلى جنان الخلد والØور العين، Ùقد ظهرت مع ابنها "Ù…Øمد" الاستشهادي القسامي ÙÙŠ مطلع عام 2002ØŒ وهي تقبله قبلات الوداع، وهي تعلم أنه ذاهب بلا رجعة، ÙØتى جسده قد لا تراه مرة أخرى، ورØÙ„ Ù…Øمد ÙˆÙجر Ù†Ùسه ÙÙŠ جنود الاØتلال ليقتل من يقتل ويصيب من يصيب، بينما جسده الطاهر قد تمزق وصار أشلاء.
يا لتلك الأم المؤمنة، التي وصلت إلى مرØلة اليقين التام بربها والثقة اللانهائية ÙÙŠ صØØ© عقيدتها، وثباتها على منهجها، Ùقدمت أبناءها واØدا تلو الآخر، Ùبعد عام واØد أي ÙÙŠ 2003 استشهد نجلها البكر "نضال" وكان Ø£Øد قادة كتائب القسام، وأØد المهندسين الأوائل الذي شكلوا ÙˆØدة الصواريخ، ÙÙŠ كتائب القسام، ولم يمر عامان Øتى استشهد ولدها الثالث "رواد" بعدما قص٠الاØتلال سيارته ÙÙŠ قطاع غزة ÙÙŠ عام 2005ØŒ كما قضى ولدها الرابع 11 عاما أسيرا ÙÙŠ سجون الاØتلال الصهيوني، كما قص٠العدو بيتها أربعة مرات بالصواريخ، قدر الله أن تنجو منها جميعا.
العمل السياسي
خنساء Ùلسطين التي قدمت أولادها شهداء أكملت عملها ومسيرتها ورسالتها ÙÙŠ الØياة، Øينما ترشØت على قائمة Øركة Øماس للمجلس التشريعي الÙلسطيني، وساÙرت ضمن ÙˆÙود الØركة إلى بعض الدول، لتجذب المساعدات لبني جلدتها بعدما Ùرض عليهم العدو ÙˆØÙ„Ùاؤه Øصارا خانقا Øتى يركعوا ويطأطئوا الرؤوس، لم تكل ولم تمل، بينما كان آخرون ÙŠØرضون الاØتلال على مزيد من الØصار وتضييق الخناق.
قدمت أم نضال القدوة الØسنة إلى نساء الأمة كي٠يكنَ ÙÙŠ خدمة أهليهم وذويهم، كي٠يكن لهن دورهن الاجتماعي الرائد والمتميز، الذي يجعل الجماهير تلت٠Øول أهل Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªÙ‚ÙˆÙ‰ ويكونون Ù…ØÙ„ ثقتهم، بدلا من أن يذهبوا إلى أهل الÙساد والبدع Ùيلبسوا على الناس دينهم ويÙسدوا عليهم دنياهم.
غزة – المركز الÙلسطيني للإعلام
أضف تعليق