جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    يوم الأرض

    آخر تحديث: الأحد، 30 مارس 2014 ، 09:57 ص

    يوم الأرض

     

     

     

    د. خالد الخالدي

     

    دأب الفلسطينيون في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنذ سبعة وثلاثين عاماً على إحياء ذكرى يسمونها يوم الأرض في 30- 3 من كل سنة، حيث يخرجون للتظاهر ضد الاحتلال، ويدخلون في مواجهات مع جيشه وشرطته، وغالباً ما يسقط منهم في هذه الذكرى الشهداء والجرحى، ويتعرض الكثير منهم للاعتقال، وهم يعبرون بذلك عن تمسكهم بحقهم في أرضهم المحتلة، واستعدادهم لتحرير هذه الأرض المباركة المقدسة، وافتدائها بأرواحهم.

    بدأت قصة يوم الأرض في 30-3-1976م، حيث أعلنت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية إضراباً عاماً احتجاجاً على قرار السلطات الصهيونية بمصادرة21 ألف دونم من الأراضي العربية التي تعود ملكيتها لفلسطينيين من أهالي قرى عرابة وسخنين ودير حنا وعرب المساعيد في الجليل، وكان هذا أول تحرك ينتفض فيه عرب ال 48، حيث انتفضوا بعد 28 سنة من الاحتلال ضد سياسة التهويد التي انتهجتها الدولة الصهيونية منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، وذلك في سياق مخطط تهويد الجليل، الذي أعده (يسرائيل كنج) متصرف لواء المنطقة الشمالية، في الأول من آذار سنة 1976م، وحذر فيه من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء الشمالي، والذي أصبح مساوياً لعدد اليهود، وأوصى فيه الحكومة الصهيونية بضرورة تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية ومحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، ليضطروا للهجرة، ومن خلال بناء المغتصبات وتوجيه اليهود وتشجيعهم للسكن فيها. كان قرار الإضراب نقلة كبيرة في أسلوب مقاومة فلسطينيي ال48، بعد أن كانت مقاومتهم مقتصرة على التمسك بالأرض والدين واللغة والعادات والتقاليد الإسلامية، والتكافل الاجتماعي.

    بدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم التاريخي، ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة، والعِصي والفؤوس، والمناجل، والسكاكين، واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات الاحتلال لإفشاله وقد وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش الصهيوني، ففي مساء 29/3/1976م داهمت قوات الشرطة، وحرس الحدود قرية عرَّابة وأخذت تستفز الفلسطينيين بالضرب وإطلاق النار، واشتبكت مع الأهالي، واستشهد نتيجة ذلك أحد الفلسطينيين ويُدعى خير أحمد ياسين، وكان أول شهداء يوم الأرض، وفي اليوم الثاني أي يوم 30/3/1976 أصدرت الشرطة أمراً بمنع التجوال لمدة 24 ساعة في قُرى الجليل والمثلث، وتفرقت سيارات الشرطة في القرية وأخذت تُنبه الأهالي، وتُهدد من يُحاول الخروج من منزله، لكن التهديدات لم تُثنِ الفلسطينيين عن التعبير عن سخطهم وغضبهم، وخرجوا إلى الشوارع، واشتبك الجيش مع الأهالي في معركة لم يسبق لها مثيل، وعمّت المظاهرات جميع قُرى ومدن الجليل، واشتبك الشعب مع قوات الشرطة والجيش التي حاولت تفريق المتظاهرين فاستعملت مختلف الأساليب. وفي قرية سخنين، زعمت قوات الاحتلال الصهيونية أن الأهالي خرقوا نظام منع التجوال وهاجموا قوات الشرطة التي اضطرت بزعمها إلى استعمال القوة، وإطلاق النار الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من أهالي القرية هم الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد "رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة، وجُرح أثناء الاشتباك حوالي خمسين شخصاً، واعتُقل حوالي سبعين آخرين. أما في قرية كفر كنا، فقد حاولت الشرطة استفزاز المتظاهرين، بإطلاق النار عليهم، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، واستعمال الهراوات واقتحام البيوت والاعتداء على النساء والأطفال، واستُشهد شاب يدعى محسن طه وجُرح آخرون، واعتقلت الشرطة عشرات الشباب.

    وفي قرية الطيبة حاولت قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالهراوات والقنابل، وأخذت تطلق النار على الفلسطينيين بدون تمييز فسقط الشهيد "رأفت علي زهدي"، وقامت الشرطة بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة. أما في الناصرة فقد شمل الإضراب حوالي 80% من المدينة، وفي طمرة حوَّلت الشرطة البلدة إلى ساحة حرب استخدمت فيها المجنزرات والسيارات العسكرية، وقد تعرضت القرية لاعتداءين من قِبل رجال الشرطة، وشوهدت بعض السيارات المحترقة عند مدخل القرية، وفي دير حنا استُشهد أحد الفلسطينيين، وأُصيب عدد آخر بجراح وأعلن العدو أن 38 جندياً صهيونياً قد أُصيبوا بجراح، وأن ست سيارات عسكرية قد أُحرقت، وفي باقة الغربية، خرج الأهالي إلى شوارع القرية في تظاهرة كبيرة متحدية قوات الشرطة، التي كانت تتجول في شوارع القرية منذ يوم 29/3 والتي قامت بدورها باعتقال عدد من الشبان، وفي كسرى، تصدى الأهالي لجرافات الاحتلال التي كانت تحميها قوات من الشرطة بهدف مصادرة الأراضي، ومنعوا الجرافات من دخول القرية، وأقسم الجميع على التمسك بالأرض ومقاومة أي مصادرة جديدة. وفي كفر قاسم أضربت المتاجر والمدارس وتجمهر حوالي ألف شاب في ساحة المجلس المحلي، وهتفوا هتافات وطنية، ثم ساروا في مسيرة صاخبة إلى الأسلاك الشائكة التي أقامتها إدارة "أراضي إسرائيل" حول أراضيهم المصادرة واقتلعوها فاعتقلت الشرطة بعض الفلسطينيين بالقوة. لقد أدت هذه الانتفاضة إلى كسر حاجز الخوف عند فلسطينيي الداخل، ووضعتهم في بداية طريق الجهاد الذي لن تحرر الأرض إلا به، وما تزال سياسة سرقة الأراضي الفلسطينية تتواصل وتزداد في الجليل والضفة الغربية، وما يزال الموقف العربي والإسلامي وحتى الفلسطيني الرسمي هزيلاُ مخجلاً. ولا يمكن أن يوقف الاغتصاب، ويحرر الأرض والإنسان، إلا جهادٌ حقيقي، يتوحد فيه المسلمون عرباً وعجماً. "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، ويخزهم، وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين".

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...