جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    ثورة يناير وصكوك الغفران

    آخر تحديث: الثلاثاء، 28 يناير 2014 ، 08:30 ص

    ثورة يناير وصكوك الغفران

     

     

     

    الكاتبة/ لمى خاطر

     

    في خضمّ النقاشات واللقاءات والاحتفالات التي رافقت إحياء الذكرى الثالثة لثورة يناير برز كثير من التناقضات والمغالطات المرافقة، ولعلّ أكثرها إدهاشًا كان احتفاء رموز ومؤسسات نظام الانقلاب بها، أي نظام مبارك نفسه مع تحديثٍ أكثر سطوة وإجرامًا.

    لا ينبغي لهذا الأمر أن يثير استغرابًا؛ كون المشهد المصري _وخصوصًا بعد الانقلاب_ أصبح طافحًا بكل الغرائب، ليس ابتداء بمحاكمة الرئيس مرسي بتهمة الهروب من سجون مبارك الذي قامت عليه الثورة أصلًا، وليس انتهاء بادعاء محاربة إرهاب الإخوان ومناهضي الانقلاب في حين أنهم يُقتلون في الشوارع بدم بارد، وهم عزل لا يملكون سوى حناجرهم، إلا أن جرأة نظام الانقلاب على استغفال الجمهور مازالت تثير في النفس مرارات كثيرة.

    وفي خضمّ المشهد الاحتفالي برزت أيضًا نتوءات تحمل من التناقض والتضليل أكثر مما يحتمله استحضار تلك الثورة؛ لأنه بدل أن تُستغل المناسبة لإعادة تشكيل طيف الحراك الثوري، كما طالب الثوار الحاليون في الميادين؛ رأينا أن كثيرًا من "نجوم الثورة" التي ضمنت لنفسها لقب "ثائر" أو "حركة ثورية" تمعن في إرباك المشهد، حين تفترض أن الزمن توقف عند ثورة يناير، وكأنه لم تجر تحت جسرها مياه كثيرة خلال السنوات الثلاث، وهي مياه كانت كفيلة بجرف أوهام عديدة، وإجلاء المشهد عن حقائق يفترض التركيز فيها، بدلًا من اجترار تفصيلات لا تقدّم ولا تؤخّر.

    إنما حقيقة الأمر أن جزءًا ممن شاركوا في ثورة يناير، ومنحوا أنفسهم صكوك غفرانها، ثم تحالفوا لاحقًا مع العسكر وزيّنوا انقلابه، في سبيل الخلاص من خصم قوي على الساحة؛ هؤلاء فرغت بضاعتهم إلا من الهجوم على الإخوان، واستحضار أخطائهم السابقة الاجتهادية، مع أن جميع القوى أخطأت وأساءت التقدير، ولم تفهم حقيقة الدولة العميقة، وسياستها بالتضحية بمبارك لمصلحة دولة الضباط إلا بعد انقلاب يونيو، لكن استمرار تركيز الهجوم على الإخوان وحدهم يرمي إلى التغطية على الخيانة الحقيقية، التي قارفها كل ممكّن للانقلاب ومساهم فيه، ليس فقط من اشتروا ومنحوا امتيازات لقاء جهودهم في حلف العسكر، إنما أيضًا أولئك الذين اعتقدوا أن مجرد المشاركة في ثورة يناير قد منحتهم صك غفران أبديًّا، فلا يهمّ ما فعلوا بعدها، ولا يعني شيئًا أنهم صمتوا عن نصرة المذبوحين في الشوارع وعن عشرات آلاف المعتقلين، وعن قوانين الفاشية الجديدة التي يراكمها حلف العسكر بعد إزاحة الإخوان عن المشهد السياسي،وعدهم حركة إرهابية بقرار "حكومي".

    لابدّ أن يقال الكثير هنا عن الكيدية والأحقاد السياسية، وعن الغفلة وانعدام الرؤية وتيه البوصلة لدى كثير من النخب والحركات السياسية، حتى تلك التي تصنّف نفسها ثورية، مع أنها تقاعدت بعد عام من الثورة، ولم تستحضر إلا للمشاركة في مشهد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب، ولابدّ من التذكير أيضًا بأن تلك الانتخابات لم تكن حكرًا على الإخوان وحدهم، بل شاركت فيها جميع التيارات والأحزاب والائتلافات الشبابية، حتى الرموز التي كانت تعتقد منذ البداية بضرورة هدم مؤسسات الدولة لا إصلاحها بالتدريج، ولذا؛ لا يجوز الآن محاكمة الإخوان وحدهم بأثر رجعي على اجتهاد خطأ ساهم فيه الجميع، وفي كل الأحوال لا يمكن وضع الاجتهاد السياسي الخطأ في سلة واحدة مع خطيئة منح غطاء للإجرام، ونهج الإبادة الدموي الذي ينتهج الآن.

    ولو أن هناك تيارات حقيقية حريصة على استكمال الثورة أو ما يُسمى "تحقيق أهداف ثورة يناير"؛ فلن يكون صعبًا التلاقي على نقطة ارتكاز جامعة،تشكّل انطلاقة جديدة لمناهضة حكم العسكر ومؤسساته وأدواته، أما اختيار بعض ثوار الأمس،والاكتفاء بهالة صنعتها لهم ثورة يناير، واعتقادهم أنها تمنحهم الحق في التنظير، وتوزيع أوصاف الثورية من عدمه على الآخرين؛ فهذا نوع رديء وخاسر من التجارة، لن يلبث أن يتجاوزه الزمن،وسيكون الظفر من نصيب من صمد وقاوم حتى النفس الأخير، وتحدّى أعتى آلة دموية في تاريخ مصر المعاصر
    .

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...