في حديقة منزلها، بين أحضان الطبيعة وأشجار الورد المفعمة بالنسيم، وبين الجدران المحيطة بمنزلها، وبأناملها الرقيقة تصنع كل شيء، حين تلاعب السنارة والخيط، مستعينة بحسها المفعم بالذكاء وموهبتها الفنية، فبات نسج الصوف يأخذ حيزاً كبيراً من ساعات يومها لاسيما في أوقات الفراغ لتُبهرك طريقة أناقة التفاصيل الصغيرة في أعمالها الفنية.
العشرينية آية المغاري من مخيم البريج وسط قطاع غزة، خريجة إدارة الأعمال من جامعة فلسطين، وهي بمثابة فنانة تشكيلية وناشطة مجتمعية، لديها الموهبة بالأعمال الفنية منذ عدة سنواتمع بداية تطبيق الحجر المنزلي بقطاع غزة إثر تفشي فايروس كورونا، أصبح لديها وقت فراغ كبير، مستفيدة من الانترنت، تدربت وابتكرت شيئا جديدا خارجا عن المألوف وهو "الجمع بين الغرزة الاجنبية والحبكة الفلسطينية " فظهرت النتيجة في لوحات فريدة مميزةدمجت آية بين موهبة الرسم والخياطة وبدأت برسم الأشكال الهندسية البسيطة، وأكملت رسم الشخصيات بالصوف باللون "الابيض والاسود" لإبراز ملامح وتفاصيل الشخصية التي تستغرق قرابة تسع ساعات متواصلات على مدار اليوم، فأبدعت في رسم لوحات عالمية كلوحة المرأة ذات اللؤلؤة باعتبارها لوحة تشبه "الموناليزا".
واجهت آية صعوبة في الأدوات التي تعمل بها؛ لندرة وجودها في القطاع، وليرى فنها النور تحتاج الى المواد الخام المتمثلة " بالصوف والقماش وآلة خياطة" لإكمال مسيرتها الفنيةوأشار الخبير الاقتصادي أسامة نوفل إلى أن نسبة البطالة في صفوف خريجي الجامعات بغزة هي الأعلى وتصل إلى 70 % في حين معدل البطالة العام في غزة يبلغ 49 %، بمعنى أن 30 % فقط من خريجي الجامعات يجدون فرص عمل.
أضف تعليق