واصلت الأسيرة المØررة شذى Øسن، سلسلة قصصها عن المعاناة التي تعرضت لها خلال مدة اعتقالها ÙÙŠ سجون الاØتلال الإسرائيلي.
وبعد أن شرØت الأسيرة المØررة شذى معاناتها ÙÙŠ أول يومين لها ÙÙŠ سجون الاØتلال، انتقلت لسرد قصتها مع "البوسطة" والمØكمة التي يعاني منها جميع الأسرى الÙلسطينيين.
شذى شقيقة الأسير Ù…Øمد Øسن، شاهدت معاناة 39 أسيرة يتجرعن الألم، جراء الظلم الواقع عليهن من قبل الاØتلال الذي لا يرØÙ… Ø·ÙÙ„ أو إمرأة أو شاب أو رجل كبير.
وبعد روايتها لقصة اعتقالها وتØقيق المخابرات الإسرائيلية معها ومØاولة الصاق تهم باطلة لها، إضاÙØ© لقصتها ÙÙŠ الزنزانة ÙÙŠ ثاني أيامها، تروي المØررة شذى Øسن قصتها ÙÙŠ "البوسطة".
وتقول شذى: "بعد خروجي من باب السجن وتÙتيشي أعطاني السجان سترة الشاباص، كانت نمرتها كبيرة جداً ولكن كان الجو شديد البرودة Ùاضطررت أن أرتديها، وعند تسليمي لوØدة الناØشون (وهي الوØدة المسؤولة عن نقل الأسرى للمØاكم والسجون) تم تÙتيشي مرة أخرى من Ù‚Ùبلهم ثم كلبشة يداي وقدماي وصعدت للبوسطة، وهنا بدأت المعاناة والرØلة التي لن تنسى، كانت رائØØ© البوسطة كريهة تجمع بين رائØØ© الØديد الصَدÙØ¡ ورائØØ© النÙس ورائØØ© الكلاب، عدا عن أصوات المÙØ§ØªÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø£Ù‚Ùال والسلاسل المزعجة، ÙَتَØÙŽ لي باب الزنزانة ÙÙŠ البوسطة وكانت ÙÙŠ آخرها جلست، Øديدٌ بØديد والبرد القارص سيد الموق٠أتوا ببشرى Ùكانت رÙيقتي ÙÙŠ تلك الرØلة "رØلة المعاناة" أغلقوا باب الزنزانة علينا بأØكام كأننا سنهرب!".
وأضاÙت: "جلسنا ننتظر لتتØرك البوسطة، ولك أن تتخيل الساعة الرابعة Ùجراً، البرد قارص، الزنزانة ضيقة ÙˆØديدٌ بØديد والنعاس يسيطر على عيوننا، ولكن كي٠لنا أن ننام ÙÙŠ هذا المكان الذي لا يصلÙØ Ù„Ø´ÙŠØ¡!".
وتابعت Øديثها عن ظلم الاØتلال: "تنهدت تنهيدة طويلة وقلت: "يا رب هونها عليي وعلى كل من يركب هذه المركبة المريرة، وعاد تÙكيري إلى الوراء إلى الوقت الذي كانا به أمي وأبي أسيرين، وضاق صدري، كي٠استطاعوا أن يقيدوا ÙÙŠ هذه الأمتار عظماء ÙƒÙثر تخيلت كل زملائي وزميلاتي من الجامعة الذين جلسوا قبلي ÙÙŠ هذا المكان، أنا الآن أدركت معاناتكم التي كنتم تتØدثون عنها ونØÙ† كنا نمر عليها مرور الكرامن أنا الآن أدركت وجع البوسطة وأنا بكامل صØتي وقوتي الØمدلله، Ùكي٠لمن كان Ø¬Ø±ÙŠØ ÙˆÙ„Ù…Ù† كانت جريØة؟! كي٠للمرضى وكبار السن أن يتØملوا كل هذا، Ùكان الدعاء رÙيقي وأنيسي وكنت استمد القوة من تذكÙر سير العظماء الذين تØملوا أذى أكبر من كل هذا".
وواصلت Øديثها: "عندما كانت تمر البوسطة من طريق منعطÙات Ùهنا على أجسادنا وعلى أسماعنا السلام من صوت السلاسل التي ترتطم بالØديد وتÙخرج أصواتاً لا تÙØتمل، وعن أجسادنا التي أيضاً ترتطم بالØديد أو نرتطم ببعضنا البعض، وتقريباً بعد Ù¥ ساعات ÙÙŠ البوسطة مروراً بسجن ومستشÙÙ‰ الرملة والوقو٠هناك الكثير من الوقت، وصلنا عوÙر الساعة التاسعة صباØاً، أنزلولنا من البوسطة بجسد٠منهك ومتعب وأقدام تØتك بها الكلبشات وتؤلمنا، وضعونا ÙÙŠ زنزانة الانتظار وكانت قد قالت لي بشرى أن برد عوÙر لا ÙŠÙØتمل وأن هناك عبارة من كتابات الأسرى تقول عن زنازين عوÙر وبرودتها: "اØذر ثلاجة الموتى، ÙˆÙعلاً كان البرد ÙÙŠ الزنزانة أكبر من أن تØتمله أجسادنا، خاصة أننا لا نرتدي ملابس كاÙية Ùكوا لنا الكلبشات من أيدينا وبقيت ÙÙŠ أقدامنا ÙسنØت لي الÙرصة Ù„Ùعل الØركة التي كنا Ù†Ùعلها ونØÙ† صغار باØتكاك أيدينا ببعضها البعض لتوليد الدÙØ¡ ولكن عبثاً أوجعتني يداي ولم ÙŠØصل الدÙØ¡ وضعت رأسي داخل سترة الشاباص بعدما رÙعت سØابها للأعلى وبدأت اتنÙس داخل السترة ربما Ø£Øصل على قليل من الدÙØ¡ ولكنني لم Ø£Øتمل، Ùقررت المشي بسرعة Ùمع الØركة الجسم يدÙئ، ولكن ما أن وقÙت Øتى تØركت السلاسل وتذكرت أنني ما زلت مكلبشة القدمين، وأن الآن للمشي ضريبة الا وهي الوجع، Ùقررت الاستمرار بالجلوس، كانت الزنزانة مليئة بالأوساخ، لم نستطع تنظيÙها لأنه لا يوجد أدوات ننظ٠بها، ولم يستجيبوا لنا باØضار أدوات للتنظي٠Ùقررنا أن نرضى بهذا الØال ونصبر".
وقالت: "شعرت أن صبري قد Ù†ÙØ° ÙأصبØت الساعة ١١ ولم ينادوا على اسمي، Ùكنت أنتظر المØكمة لرؤية أهلي بÙارغ الصبر للاطمئنان عليهم عدا عن أملي الكبير بأن أسمع ÙÙŠ المØكمة Øكم الاÙراج وأعود معهم إلى دÙØ¡ البيت وإلى دÙØ¡ Ø£Øضانهم، الساعة 12:45 أتوا ونادوا على اسمي استجمعت قواي مع أن الانتظار اتعبني والبرد نال مني رتبت Øجابي قدر المستطاع Ùكانوا قد أخذوا الدبابيس مني ÙˆØرصت أن يروني أهلي بمنظر Ù…Ø±ÙŠØ Ù†ÙˆØ¹Ø§Ù‹ ما Øتى لا يقلقوا عليي ولطمأنتهم".
وتضيÙ: "أخرجوني من الزنزانة وكلبشوا يداي ومشينا ÙÙŠ ممر طويل وصولاً إلى قاعة المØكمة، مع كل خطوة خطيتها كنت أسمع نبض قلبي Ùلأول مرة كان صوت يطغى على صوت الكلبشات التي ÙÙŠ قدماي قلبي الذي يتله٠ويتوق لرؤية Ø£Øبتي والاطمئنان عليهم قلبي الذي أوجعه Ùراق ثلاثة أيام، وصلنا باب قاعة المØكمة رسمت ابتسامة على وجهي رغم كل التعب والوجع ورÙعت هاماتي ودخلت مبتسمة لتقع عيناي على وجه أمي المنير وعلى وجه أختي الØبيبة تسنيم، كل ذرة Ùيي كانت تØتاج إلى Øضنهم وضمهم، ولكن اللمس ممنوع ÙÙŠ المØكمة Ùكي٠بالاØتضان، تØادثنا عن بÙعد بكل لهÙØ© ÙˆØب وشوق آلمني أنه ما ÙŠÙصلني عنهم بضع سنتميترات ولا أستطيع لمسهم أو ضمهم أو تقبيلهم".
وتتابع Øديثها عن لقائها بأهلها ÙÙŠ Ù…Øكمة الاØتلال: " سألت عن أبي وشهد ومØمد وأخوتي وصديقاتي وسألتهم: "بتدعولي؟" Ùابتسمت أمي ÙˆØكتلي: يما كل الأمة بتدعيلك ÙانشرØت أساريري لأني على ثقة تامة ببركة الدعاء، رأيت ÙÙŠ عيون تسنيم دمعات تقول لي: "اشتقنا لكÙ" ÙˆÙÙŠ عيون أمي قوة استمديت منها عزيمتي شعرت أنني سأبكي وأن هذا الموق٠جلل ولن تستطيع شذى تØÙ…Ùله Ùقلت ÙÙŠ جوÙÙŠ: يا رب قوني" Ùاستجمعت قواي ولم أبكي قال لي المØامي بأنه صدر Øكم الإداري بØقي ولكن هنالك 72 ساعة للاستئنا٠على الØكم، وأنها انتهت المØكمة ÙتØدثي مع أهلك آخر كلام هنا شعرت بغصة تخنقني ولم تستطع الدمعات الثبات أكثر ÙÙŠ عيناي Ùانهمرت وخاصة عندما همت أمي وأختي بالخروج من المØكمة، شعرت أن روØÙŠ خرجت معهم وقلت لهم: "ادعولي، ادعولي كتير" .. Ùنظرت لي أمي بنظرات لن أنساها وقالت لي: "شذى ليش بتعيطي؟ أنت٠قوية يا شذى ما تعيطي".
واختتمت Øديثها ÙÙŠ سلسلة روايتها عن معاناة الأسرى ÙÙŠ سجون الاØتلال: "وما كانت دموعي يا أمي إلا من شوقي Ù„Øضنك الذي سيØرموني منه، باعتقال٠ظالم٠جائر يسمى الاعتقال الإداري".
أضف تعليق