جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    خلِّيه عِبرة

    آخر تحديث: السبت، 15 أغسطس 2020 ، 09:49 ص

     

     

     

     

     

    الكتلة الإسلامية/ بقلم رشا فرحات

    أخبَرني والدي قصةً عن شيخٍ كبيرٍ، أميرِ قبيلةٍ،  كان لدَيه قطيعٌ كبيرٌ من الأغنامِ، وعليها كلبُ حراسةٍ، فجاء رجلٌ فغدرَ به وقتلَ الكلبَ، وحينما جاء أبناءُ الشيخِ يشْكُون موتَ الكلبِ إلى أبيهم، قالَ لهم:” اقتلوا قاتلَ الكلبِ”ØŒ

    استغربَ الأبناءُ! نقتلُ رجلاً لأنه قتلَ كلباً! فتجاهلوا طلبَ والدِهم.

    وبعدَها غزتْ إحدى القبائلِ قبيلتَهم؛ ونهبتْ قطيعَ أغنامِهم بالكاملِ، فجاءَ الأبناءُ مرّةً أخرى يشتكونَ لوالدِهم ما حدثَ، فقال لهم:” اقتلوا قاتلَ الكلبِ”Ø› فتعجّبَ الأبناءُ مرّةً أخرى! ولم يفهموا الرسالةَ، ولم يُطبّقوا ما طلبَه والدُهم، وبعدَها أغارتْ عليهم قبيلةٌ أخرى وسَبَتْ ” خطفت” إحدى نسائهم!!

    وهنا ذهبَ الأبناءُ مرّةً أخرى لوالدِهم، الذي أصرَّ قائلاً:” قلتُ لكم، اقتلوا قاتلَ الكلبِ”Ø›

    وهنا سلَّ أكبرُ الأبناءِ سيفَه؛ وقطعَ رأسَ قاتلِ الكلبِ؛ ففَصلَه عن جسدِه !

    ما الذي حدثَ بعدَ ذلك؟

    الذي حدثَ، أقربُ للمَثلِ ” اضربْ المربوط بيخاف السايب”.

    القبيلةُ التي سرقتْ الأغنامَ أعادتْها مسرعةً، من مبدأِ، إذا كانوا قطعوا رأسَ مَن قتلَ الكلبَ؛ فماذا سيفعلونَ بنا نحن؟!

    والقبيلةُ التي خطفتْ ابنتَهم أعادتْها؛ بل وأرسلتْ قافلةً رسميةً تطلبُ الصلحَ والمغفرةَ؛ وتَعرضُ التعويضَ المناسبَ على ما فعلوهُ من انتهاكِ عِرضِ القبيلةِ بأكملِها.

    لماذا فعلوا ذلك الآن؟!  خوفاً من ذاتِ المبدأ !! ” اضربْ المربوط؛ بيخاف السايب”

    وهذا المَثل الذي يقالُ أنّ أصلَه هو نهجُ أحدِ الفلاحينَ؛ حيثُ كان يقومُ بضربِ حيوانٍ مقيّدٍ أمامَ الحيواناتِ غيرِ المقيّدةِ؛ فيَنصاعُ له الجميعُ، وهو ينطبقُ على كلِّ الأنظمةِ السياسيةِ العربيةِ – رعاها الله ! – التي طبّقتْهُ بطريقتِها الخاصةِ؛ حتى تَحوّلَ الجميعُ لقطيعٍ Ø› وهذا لا علاقةَ له بالهدفِ الذي أخُصُّه في مقالي؛ لأنهم يقولونَ أيضاً أنّ المَثلَ رُبما اخترعَه أحدُ “البلطجية”ِ، الذي كُلّما دخلَ مشاجرةً مع فريقٍ؛ اختارَ أضعفَ شخصٍ في الفريقِ ليقومَ بتعنيفِه وضربِه بقسوةٍ؛ لكي يزرعَ الخوفَ في قلوبِ مرافقيهِ.

    ما علينا، نعودُ لقصةِ الكلبِ، لماذا أُخبِرُكم أنا بهذه القصةِ ؟!!!

    لأنّ السكوتَ عن الحقِّ في البدايةِ؛ قد يكونُ هو السببُ لكثيرٍ من التنازلاتِ لاحقاً؛ تنازلاتٍ كارثيةٍ تتلاحقُ تباعاً؛ فقط لأننا لم نَقتلْ مَن قتلَ الكلبَ، فكُنا فرصةً لاعتداءاتٍ أخرى أكبرَ وأخطرَ.

    من الواجبِ أنْ يُعاقَبَ المخطئُ على خطئهِ، الذي قد يراهُ البعضُ صغيراً ولا يستحقُّ، فقط ليكونَ عبرة لِغيرِه ممّن كان ينوي أنْ يخطئَ خطأً أكبرَ، وما أضاعَ حقوقَنا إلّا السكوتُ عن الصغائرِ، فظنَّ أصحابُ الكبائرِ أنهم على حقٍّ !!

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...