مع Øلول شهر رمضان، تتذمر بعض الأمهات لعدم قدرتهن على ممارسة طقوسهن الرمضانية المعتادة كسائر الناس، بأداء صلاة التراويØØŒ وقراءة القرآن، وقيام الليل، ÙÙŠØبسهن العذر عن تذوق Ùضل هذا الشهر، Ùيصبن بالاستياء Øيال انشغالهن بأطÙالهن بالرعاية والاهتمام، عدا عن قضاء معظم أوقاتهن بإدارة شؤون المنزل، ÙÙŠ طهو الطعام والتنظي٠والترتيب، Ùتغدو أيام رمضان عبئًا ثقيلًا، وهاجسًا يقلق الأمهات اللواتي ينتظرنه بشغ٠بØثًا عن Ùرصة التجديد الروØÙŠ والوجداني، واستشعار لذة هذا الشهر الذي يمرّ كأيام خطا٠معدودات.
للأمهات العزيزات:
ÙÙŠ واقع الأمر، لا أدري لم تصر الأمهات على Øصر العبادة ÙÙŠ رمضان بأداء الشعائر الدينية المÙروضة، والالتزام بشكل Ù…Øدد من التعبد، ÙÙŠ الوقت الذي قدم Ùيه الإسلام صورا واسعة وجميلة لمÙهوم العبادة. يقول الله عز وجل "قل إن صلاتي ونسكي ومØياي ومماتي لله رب العالمين"ØŒ Ùدائرة العبادة ÙÙŠ Øياة المسلم واسعةً وشاملة، Ùلا تقتصر على الصلاة وقراءة القرآن ÙØسب، بل ويشملها كذلك رعاية الأبناء والتي تعد ÙÙŠ دائرة العبادة، والØÙاظ على ودية العلاقة معهم، وتأمين الرعاية الصØÙŠØØ© والسليمة لهم.
Ùإن كانت هذه المرأة تؤدي العبادات المÙروضة، مضاÙًا إليها دور الأمومة الذي يدخل ÙÙŠ عداد "العبادة"ØŒ Ùهي تمارس إذن العبادة بصورة مضاعÙØ©ØŒ وأشكال مختلÙØ©ØŒ وبأدوار متÙردة، تتميز Ùيها عن الرجل، وتسابقه إلى الله بخطى ثابتة، ونية صادقة، وعزم لا ÙŠÙتر. ÙˆØتى تضمن هذه الأم أن تÙثاب على دور الأمومة الذي تقوم به ÙÙŠ الـ 24 ساعة من يومها، لا بد لها من الØÙاظ على دوام "تجديد النية" وأن تسرّ بادخار الأعمال إلى الله.
من الضروري أن تبدأ الأم بتهيئة بيتها وأطÙالها لأجواء استقبال رمضان، كأن تنهي واجباتها الاجتماعية، والتزاماتها المتعلقة بالأمومة قبل دخول الشهر، Ùتخطط مع أطÙالها Øول كيÙية استغلال الوقت قدر المستطاع لعلهم يغتنمون الأجر والثواب. ÙتتÙÙ‚ معهم على جدول رمضاني " لطيÙ" يتضمن مجموعة أنشطة من العبادات وتخصص امتيازات مترتبة على Ùعلها. Ùتهيئة المنزل يبعث السكينة ÙÙŠ Ù†Ùوس Ø£Ùراده ويشØنهم بالهمة والعزم، عدا عن كونها خطوة تدÙع الأم للاهتمام بالعبادات من باب مشاركة صغارها وأن تكون قدوة لهم.
مهما ادعت الأمهات بعدم مقدرتهن على امتلاك الوقت الكاÙÙŠ ÙÙŠ شهر رمضان، لكن مع التنظيم الجيد ستØظى هذه الأم بأوقات جميلة تمارس Ùيها العبادة التي ترغب بها، وهنا أود الإشارة إلى Ùكرة "الأوقات الميتة" ØŒ تلك التي تمر على الأمهات دون استغلالها على الوجه الصØÙŠØØŒ كأن تذكر الله Ø¨Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§Ù„ØªØميد وهي تنظ٠المنزل، أو تستمع وهي تطهو أو تكوي الملابس للمذياع أو اليوتيوب Øول تÙسير آية أو موعظة ما، ÙÙŠ Ù…Øاولة للاستÙادة من الوقت ÙÙŠ رمضان بأقصى درجة ممكنة.
يعتبر رمضان Ùرصة ذهبية لتعزيز علاقة الأم بأطÙالها، من خلال المشاركة ÙÙŠ أداء العبادات وتعري٠الأطÙال بالقيمة الدينية لهذا الشهر، Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù„Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ø© معنى مختل٠وليست مجرد طقوس بل معنى تربوي ترسخه الأم ÙÙŠ Ù†Ùوس صغارها، وهنا يمكن للأم دعوة أبناءها للصلاة الجماعية أو قراءة القرآن أو تÙطير Ø£Øد الصائمين أو صدقة، ÙيخÙ٠هذا السلوك الجماعي عبء العبادة بشكلها "الÙردي" على الأم، ÙˆØªØµØ¨Ø Ø°Ø§Øª Ù…Øمول قيمي يبعث الود والسكينة ÙÙŠ علاقة الأم بأطÙالها.
ÙÙŠ Øياة الأمهات هناك دائما Ù„Øظات وأوقات طارئة، ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªØ®Ø·ÙŠØ· Ùيها أمرا بلا جدوى، لا سيما أولئك اللواتي تØÙهنّ Ø·Ùولة السنة والسنتين والأشهر، والتي تقضيها الأم بالسهر والرعاية، Ùلا يسئمن، Ùهنّ ÙÙŠ عداد العابدات المؤمنات المرابطات على ثغور الأمومة.
وزعي المسؤوليات على Ø£Ùراد أسرتك كي تسود أجواء التعاون والانسجام. اطلبي المساعدة بدل أن تتØملي العبء ÙˆØدك، ÙÙŠØµØ¨Ø Ø£Ø¯Ø§Ø¡ مهماتك يتطلب وقتًا مضاعÙًا يثقل كاهلك.
لكل أمّ.. لا تجزعنّك Ùوات الأيام دون مناجاة، ولا رØيلها دون صØبة القرآن، لا ÙŠØزنك عجزك عن صلاة النواÙÙ„ØŒ وسهوك عن الذكر، وغÙلتك عن استدراك عظم شهر رمضان.
عبادتك الØقيقية مع أطÙالك برعايتهم والاهتمام بهم، بتلبيتك رغباتهم، بعدم تجاهلهم بصبرك وكظم غيظك، بسهرك الليالي، بØنانك وعطائك، بتربيتك وتوجيهك، بتجاوزك زلاتهم بمدØÙƒ وتشجيعك، بترقبك وجوههم، بإسعادك وتخÙÙŠÙ Øزنهم، بكسرك Ù„Øظات مللهم.
وهل هناك أعظم من هذه العبادة! Ùكل البشر معتادون على Øمل مهمة واØدة، Ùيما أنت٠تتقنين الØمل كله بخÙØ© وذكاء.. تبكين ÙتمسØين وتنهضين مجددًا، تعجزين Ùيبث الله Ùيك العزيمة، تنكسرين Ùيعود شريان الØياة Ùيك من جديد، تضعÙين، تنهارين، تÙشلين، تنتابك خيبات الظن، ولكن كأن شيئا لم يكن، تعودين أقوى.
ألق رجاءك ÙÙŠ يمّ الله، ولا تØزني، الله سيرد Ø¥Øسانك أضعاÙًا، وستأتيك أيام رمضان طويلة ثقيلة، وقد كبر أطÙالك وغادروا بيوتهم إلى مستقبل٠صنعته٠لهم.
أضف تعليق