جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    الأمومة في رمضان عبادة

    آخر تحديث: الأحد، 26 إبريل 2020 ، 09:18 ص

     

     

     

     

     

     

    الأمومة في رمضان عبادة

    بقلم: إباء أبو طه

    مع حلول شهر رمضان، تتذمر بعض الأمهات لعدم قدرتهن على ممارسة طقوسهن الرمضانية المعتادة كسائر الناس، بأداء صلاة التراويح، وقراءة القرآن، وقيام الليل، فيحبسهن العذر عن تذوق فضل هذا الشهر، فيصبن بالاستياء حيال انشغالهن بأطفالهن بالرعاية والاهتمام، عدا عن قضاء معظم أوقاتهن بإدارة شؤون المنزل، في طهو الطعام والتنظيف والترتيب، فتغدو أيام رمضان عبئًا ثقيلًا، وهاجسًا يقلق الأمهات اللواتي ينتظرنه بشغف بحثًا عن فرصة التجديد الروحي والوجداني، واستشعار لذة هذا الشهر الذي يمرّ كأيام خطاف معدودات.

    للأمهات العزيزات:
    في واقع الأمر، لا أدري لم تصر الأمهات على حصر العبادة في رمضان بأداء الشعائر الدينية المفروضة، والالتزام بشكل محدد من التعبد، في الوقت الذي قدم فيه الإسلام صورا واسعة وجميلة لمفهوم العبادة. يقول الله عز وجل "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"، فدائرة العبادة في حياة المسلم واسعةً وشاملة، فلا تقتصر على الصلاة وقراءة القرآن فحسب، بل ويشملها كذلك رعاية الأبناء والتي تعد في دائرة العبادة، والحفاظ على ودية العلاقة معهم، وتأمين الرعاية الصحيحة والسليمة لهم.

    فإن كانت هذه المرأة تؤدي العبادات المفروضة، مضافًا إليها دور الأمومة الذي يدخل في عداد "العبادة"، فهي تمارس إذن العبادة بصورة مضاعفة، وأشكال مختلفة، وبأدوار متفردة، تتميز فيها عن الرجل، وتسابقه إلى الله بخطى ثابتة، ونية صادقة، وعزم لا يفتر. وحتى تضمن هذه الأم أن تُثاب على دور الأمومة الذي تقوم به في الـ 24 ساعة من يومها، لا بد لها من الحفاظ على دوام "تجديد النية" وأن تسرّ بادخار الأعمال إلى الله.

    من الضروري أن تبدأ الأم بتهيئة بيتها وأطفالها لأجواء استقبال رمضان، كأن تنهي واجباتها الاجتماعية، والتزاماتها المتعلقة بالأمومة قبل دخول الشهر، فتخطط مع أطفالها حول كيفية استغلال الوقت قدر المستطاع لعلهم يغتنمون الأجر والثواب. فتتفق معهم على جدول رمضاني " لطيف" يتضمن مجموعة أنشطة من العبادات وتخصص امتيازات مترتبة على فعلها. فتهيئة المنزل يبعث السكينة في نفوس أفراده ويشحنهم بالهمة والعزم، عدا عن كونها خطوة تدفع الأم للاهتمام بالعبادات من باب مشاركة صغارها وأن تكون قدوة لهم.


    مهما ادعت الأمهات بعدم مقدرتهن على امتلاك الوقت الكافي في شهر رمضان، لكن مع التنظيم الجيد ستحظى هذه الأم بأوقات جميلة تمارس فيها العبادة التي ترغب بها، وهنا أود الإشارة إلى فكرة "الأوقات الميتة" ، تلك التي تمر على الأمهات دون استغلالها على الوجه الصحيح، كأن تذكر الله بالتسبيح والتحميد وهي تنظف المنزل، أو تستمع وهي تطهو أو تكوي الملابس للمذياع أو اليوتيوب حول تفسير آية أو موعظة ما، في محاولة للاستفادة من الوقت في رمضان بأقصى درجة ممكنة.

    يعتبر رمضان فرصة ذهبية لتعزيز علاقة الأم بأطفالها، من خلال المشاركة في أداء العبادات وتعريف الأطفال بالقيمة الدينية لهذا الشهر، ليصبح للعبادة معنى مختلف وليست مجرد طقوس بل معنى تربوي ترسخه الأم في نفوس صغارها، وهنا يمكن للأم دعوة أبناءها للصلاة الجماعية أو قراءة القرآن أو تفطير أحد الصائمين أو صدقة، فيخفف هذا السلوك الجماعي عبء العبادة بشكلها "الفردي" على الأم، وتصبح ذات محمول قيمي يبعث الود والسكينة في علاقة الأم بأطفالها.

    في حياة الأمهات هناك دائما لحظات وأوقات طارئة، يصبح التخطيط فيها أمرا بلا جدوى، لا سيما أولئك اللواتي تحفهنّ طفولة السنة والسنتين والأشهر، والتي تقضيها الأم بالسهر والرعاية، فلا يسئمن، فهنّ في عداد العابدات المؤمنات المرابطات على ثغور الأمومة.
    وزعي المسؤوليات على أفراد أسرتك كي تسود أجواء التعاون والانسجام. اطلبي المساعدة بدل أن تتحملي العبء وحدك، فيصبح أداء مهماتك يتطلب وقتًا مضاعفًا يثقل كاهلك.



    لكل أمّ.. لا تجزعنّك فوات الأيام دون مناجاة، ولا رحيلها دون صحبة القرآن، لا يحزنك عجزك عن صلاة النوافل، وسهوك عن الذكر، وغفلتك عن استدراك عظم شهر رمضان.

    عبادتك الحقيقية مع أطفالك برعايتهم والاهتمام بهم، بتلبيتك رغباتهم، بعدم تجاهلهم بصبرك وكظم غيظك، بسهرك الليالي، بحنانك وعطائك، بتربيتك وتوجيهك، بتجاوزك زلاتهم بمدحك وتشجيعك، بترقبك وجوههم، بإسعادك وتخفيف حزنهم، بكسرك لحظات مللهم.

    وهل هناك أعظم من هذه العبادة! فكل البشر معتادون على حمل مهمة واحدة، فيما أنتِ تتقنين الحمل كله بخفة وذكاء.. تبكين فتمسحين وتنهضين مجددًا، تعجزين فيبث الله فيك العزيمة، تنكسرين فيعود شريان الحياة فيك من جديد، تضعفين، تنهارين، تفشلين، تنتابك خيبات الظن، ولكن كأن شيئا لم يكن، تعودين أقوى.

    ألق رجاءك في يمّ الله، ولا تحزني، الله سيرد إحسانك أضعافًا، وستأتيك أيام رمضان طويلة ثقيلة، وقد كبر أطفالك وغادروا بيوتهم إلى مستقبلٍ صنعتهِ لهم
    .


     

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...