مشاركة المرأة ÙÙŠ الØياة العامة وما بها من اختلاط كان ومازال من القضايا الخلاÙية بين من يعتبرون أنÙسهم أصØاب التوجهات الإسلامية المجددة التي تميل للانÙØªØ§Ø ÙˆÙ…ÙˆØ§ÙƒØ¨Ø© التطور التكنولوجي ØŒ والذين يرون وجوب مشاركة المرأة وأن هذه المشاركة لم يمنعها الرسول صلى الله عليه وسلم ÙÙŠ عصر الرسالة، خاصة وأن المقصد من عدم الاختلاط ØŒ قد ذهب أدراج Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø Ù…Ø¹ ما تقدمه وسائل الإعلام المرئية من مشاهد قد تكون أكثر إثارة للغرائز من الاختلاط Ù†Ùسه، وبين المتشددين الذين يعتبرون الاختلاط شر مطلق، Ùˆ أن الابتعاد عنه غنيمة لدرء المÙاسد والشبهات، ويبالغون ÙÙŠ سرد الأدلة والشواهد لبيان Øرمته من القرآن الكريم وخاصة قوله سبØانه : "وإذا سألتموهن متاعاً Ùاسألوهن من وراء Øجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" (الأØزاب53). Ùˆ اعتمادهم على قصص من الواقع الذي نعيشه ØŒ ولأنه ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ على مصرعيه للانØلال الأخلاقي من وجهة نظرهم ØŒ خاصة ÙÙŠ ظل ضع٠الوازع الديني وغياب الرقابة ØŒ وانتشار وسائل الاتصال الØديثة التي تنقل الصوت والصورة معا.
بصراØØ© Ùإن لكل رأي منهما وجاهته ØŒ Ùالكثير من التعصب والتشديد قد يؤدي إلى نتائج عكسية لا تØمد عواقبها Ùكل ممنوع مرغوب ØŒ وكذلك التيسير لدرجة الإÙراط ÙÙŠ الإباØØ© أيضا غير Ù…Øمود ØŒ ÙÙ†ØÙ† المسلمين مأمورون بتسيير الواقع وتكييÙÙ‡ على مقتضى الشرع، لا مسايرته ومواÙقته ØŒ Ùخير الأمور أوسطها.
إن الأصل ÙÙŠ الأØكام الإباØØ© ما لم يرد نص شرعي ÙŠØرمها، Ùالمشاركة Ùˆ الاختلاط Øكمه الإباØØ© إذا ما التزمنا بØدود الشرع وضوابطه ØŒ وأن المنهاج الإسلامي القويم قد وضع هذه الأسس والمØددات ÙÙŠ سياق الآيات التي تØدد علاقة الرجل بالمرأة ØŒ ولعل أبرز هذه الضوابط :
الاختلاط لا يكون الا لضرورة : لم ÙŠØرم الإسلام الاختلاط بشكل نهائي Ùقد خرجت المرأة ÙÙŠ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ÙÙŠ الØرب ولكنها التزمت بضوابط بأن تكون خل٠الجيش لتقدم لهم الطعام Ùˆ السقاية والتمريض.
كما جاز خروج المرأة لصلاة الجماعة وصلاة العيد ØŒ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن تÙلات".
أما الضوابط Ùكانت قول النبي صلى الله عليه وسلم :"خير صÙو٠الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صÙو٠النساء آخرها وشرها أولها" وإنما كانت صÙو٠الرجال الأوائل Ø£Ùضل لبعدها من النساء، وكان الآخر منها شرًا لقربه من النساء ØŒ وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا ÙÙŠ الانصرا٠من المسجد Øتى يخرج النساء. وكان يتأخر عليه الصلاة والسلام عن الخروج من المسجد هو وأصØابه Øتى يدخل النساء ÙÙŠ بيوتهن.
غض البصر : قال تعالى : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويØÙظوا Ùروجهم، ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويØÙظن Ùروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) [النور:30ØŒ31]ØŒ ولا يكون غض البصر الا ÙÙŠ أماكن يجتمع بها الرجال والنساء ØŒ Ùكان أمر الله سبØانه وتعالى أمرا لكلاً من الجنسين أن يغض بصره عن الآخر، لما ÙÙŠ ذلك من ØµÙ„Ø§Ø Ù„Ù„Ù†Ùوس، وسموها.
الالتزام بالØجاب الشرعي ØŒ واللباس المØتشم ØŒ الذي لا يص٠ولا يش٠، ولا يكون زينة ظاهرة ØŒ وكذلك ترك الطيب والعطر والماكياج، لما ÙÙŠ ذلك من إضÙاء جمال على المرأة ØŒ قد Ù„Ùت انتباه الرجال ØŒ Ùقد روى مسلم ÙÙŠ صØÙŠØه، عن زينب زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شهدت Ø¥Øداكن المسجد Ùلا تمس طيباً".
عدم الخضوع بالقول : الØرص على أن يكون الØديث ÙÙŠ المجال الذي تم الاجتماع لأجله سواء العمل والتعليم ØŒ وعدم الخوض ÙÙŠ Øديث شخصي يتخلله نوع من الدلع والرقة Ùيطمع الذي ÙÙŠ قلبه مرض ØŒ قال تعالى: (Ùلا تَخْـضَعْنَ بالقول Ùيطمع الذي ÙÙŠ قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروÙًا) (الأØزاب: 32).
ÙÙŠ المشي والØركة: Ùلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصÙهن الØديث الشـري٠بالمائـلات المميلات، واذعانا لقوله تعالى: (ولا يـضربن بأرجلهن ليÙعْلَمَ ما ÙŠÙخْÙÙين من زينتهن) (النور: 31)ØŒ وأن تكـون كالتي وصÙها الله بقوله: (Ùجـاءته Ø¥Øداهما تمشي على استØياء). (القصص: 25).
الابتعاد عن الخلوة : الØذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما Ù…Øرم، Ùقد نهت الأØاديث الصØÙŠØØ© عن ذلك، وقالت : ” إن ثالثهما الشيطان ” .
والخلاصة : إن اللقاء بين الرجال والنساء ÙÙŠ ذاته إذن ليس Ù…Øرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصـد منه المشاركـة ÙÙŠ هد٠نبيل، من علـم ناÙع أو عمل صالـØØŒ أو مشـروع خـير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضاÙرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما ÙÙŠ التخطيط والتوجيه والتنÙيذ.
إن السؤال الذي يجب أن يتبادر إلى أذهاننا بعد Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¨Ù‚ هل الاختلاط الذي نراه اليوم ÙÙŠ جامعاتنا وأسواقنا ومواقع العمل ØŒ وتجمعاتنا الأسرية ØŒ والاجتماعية ØŒ تنطبق عليه هذه الضوابط السالÙØ© الذكر؟ أم أن هذه الأماكن تعج بالتجاوزات ÙÙŠ الملبس والØديث والتصرÙات ØŒ Ùنرى التبرج والسÙور والÙتن والعلاقات المشبوهة ØŸ.
إننا لا نرÙض مشاركة المرأة واختلاطها ØŒ Øتى لا ÙŠÙوتها الكثير من الخير والعلم والعمل ØŒ ÙˆØتى تؤدي الدور والرسالة المنوطة بها ÙÙŠ رÙعة مجتمعها، ولكن ما نراه اليوم ÙÙŠ كثير من المواق٠أنه لا أخلاق ولا ضمير، لا ستر ØŒ ولا التزام ÙÙŠ تطبيق الضوابط الشرعية وكأن لسان الØال يقول : إن الاختلاط بصورته الØالية لا يرضى عنه Øتى من يؤيدون الاختلاط ÙÙŠ أجواء نظيÙØ©.
ولا نريد أن نصل لمرØلة يكون Ùيها أن الأولى عدم الاختلاط لما ما عر٠ÙÙŠ الشريعة من باب سد الذرائع المÙضية إلى الØرام.
لذلك علينا تصØÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø± قبل أن تخرج الأمور من نصابها ØŒ ونتخذ الوسائل اللازمة لتلاÙÙŠ المشكلات التي قد تنتج عن الاختلاط لأن الانجذاب بين الجنسين وارد ÙÙŠ أي وضع من الأوضاع ومهما Øاول الرجل والمرأة إنكار ذلك - والانجذاب قد يبدأ مشروعاً وينتهي بشيء غير مشروع ØŒ Ùعلينا بداية توعية الشباب بالأØكام والضوابط الشرعية ØŒ ومن تم تخصيص بوابات خاصة للطرÙين ÙÙŠ اللقاءات العامة ØŒ والعمل على شكل مجموعات عمل لضمان عدم الخلوة، والاستÙادة من التكنولوجيا الØديثة ÙÙŠ تقليل اللقاءات المباشرة مع التØذير من مخاطرها Ùهي ÙƒØ³Ù„Ø§Ø Ø°Ùˆ Øدين قد يكون له نتائج عكسية إذا لم يتم استغلاله بشكل جيد.
أضف تعليق