المشهد كالتالي، عرس Ùلسطيني؛ العروس Ùيه آخر شجرة زيتون Ù‚ÙØ·Ùت ثمارها ÙÙŠ هذا الموسم، أصØابها يستظلون تØتها ويأكلون أطيب المأكولات والØلويات الشعبيّة التي أعدتها نساء العائلة، يدعون أقاربهم ومن لا زالوا يقطÙون الزيتون ÙÙŠ الأراضي Øولهم ليØتÙلون بـ"الجيروعة".
"زمان كان آخر يوم بالزيتون مثل العرس، نلبس ونتلبّس اØنا وأولادنا ÙˆÙ†Ø±ÙˆØ Ø¹ الأرض، وبس يشوÙونا الزلام ينادوا ع بعض، وصلت الجيروعة وصلت الجيروعة. بس اليوم بطلنا مثل الأول" تقول خضرة عطية "أم العبد" من بلدة قباطية قضاء جنين.
Ùˆ"الجيروعة" هي اØتÙالٌ يكون ÙÙŠ آخر يوم من أيام قط٠الزيتون، إذ ÙŠØتÙÙ„ الناس بانتهاء الموسم من خلال إعداد المأكولات والØلويات الشعبيّة، كالمسخّن والمسÙّن ÙˆØلوى القزØØ© وأØيانًا Ø¨Ø°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø®Ø±Ø§ÙØŒ تØديدًا إذا كان الموسم ÙÙŠ بركة وخيره كثير، ويÙشارك ÙÙŠ ذلك الأقارب والأصØاب والجيران.
اقرأ/ÙŠ أيضًا: أبو المواسم ÙرØØ© الÙلاØين
تØدثنا "أم العبد" عن الÙرق بين "الجيروعة" ÙÙŠ السابق وهذه الأيام مبينة أن نساء الØÙŠ ÙƒÙÙ† قديمًا يتشاركن ÙÙŠ إعداد أطيّب المأكولات والØلويات ويØملنها على رؤوسهن ويتوجهن إلى الجبال والأراضي، "المعدّلة كانت تعمل وتساعد غيرها، نطØÙ† قزØØ© ونØمصها، نطبخ طبخة جماعية أو نعمل مسÙّن ÙˆÙ†Ø±ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ الزيتون، يوزعوا على بعض ويعزموا على كل الي ÙÙŠ الأراضي Øوالينا (..) يتربّع Ùيها الزلمة من كثر ما هي طيّبة" ÙˆÙÙ‚ قولها.
"ما بوعى إلا واØنا نعمل جيروعة، مستØيل يخلص موسم الزيتون بدونها، الناس كانوا مليØين مع بعض، الواØد بس يوصل لآخر أرض يقول للناس بكرة جيروعتنا، جيرة الله عليكم، الجيران إذا خلصوا أرضهم قبلنا يعملوا ويعزموا علينا، اليوم الناس صارت ما تصدق وهي تخلص، لا تجورع ولا شي" أضاÙت "أم العبد".
"الجيروعة" أيضًا لم تكن Ùقط اØتÙالًا للعائلة بل كمكاÙأة للعمال Ùˆ"اللقاطات"ØŒ أي العاملات ÙÙŠ قط٠وتلقيط الزيتون، وكذلك لشكر "العونة" Ùˆ"الÙزعة"ØŒ أي من كان بعد انتهائه من قط٠زيتونه يذهب ليعين جيرانه وأصØابه وأقاربه الذين لم ينتهوا بعد.
كما أن الØيوانات كان لها نصيبها من "الجيروعة". تÙبين "أم العبد" أنهم قديمًا كانوا يأخذون المواشي والأغنام إلى الأرض الأخيرة لأكل قش الزيتون، "بقينا نعر٠إنه الواØد جيروعته اليوم لما نشوÙÙ‡ آخذ غنماته ورايØØŒ نصير نقول Ùلان اليوم جيروعته".
اقرأ/ÙŠ أيضًا: Ùيديو | زيتون زمان.. رزق وهداة بال
أما "أم مؤيد" من قرية عجة قضاء جنين، Ùتخبرنا أن "الجيروعة" لم تكن مرتبطة بموسم الزيتون Ùقط، بل كان الناس أيضًا "يجيرعون" لنهاية أي موسم، كالØصاد مثلًا، Ùيشترون القÙطّين "تين مجÙÙ" والØلويات ليأكلونها ويوزعونها على من Øولهم.
أكدت على ذلك عريÙØ© أبو الرب قائلة: "صØÙŠØØŒ الجيروعة مش بس للزيتون، كانوا زمان مجرد ما يخلصوا Øصاد Ø§Ù„Ù‚Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø¯Ø³ والسمسم يروØوا يجيبوا Ùستق وملبّس ويوزعوا ع الناس".
وتضيÙØŒ "بس يروØوا ع الدار من البيادر يجيبوا أول صاع يعبوه Ù‚Ù…Ø ÙˆÙŠØ±ÙˆØوا ع الدكان يبيعوه ويشتروا Ùيه Øلو، ويوزعوه".
أما بالنسبة لـ"جيروعة" الزيتون Ùتخبرنا عريÙØ©ØŒ أن كثرة الزيتون قديمًا والوقت الطويل الذي كان يقضيه الناس ÙÙŠ الزيتون هو السبب الرئيس لـ"الجيروعة"ØŒ Øيث كان مصدر الرزق الأساسي لهم، إلا أن الناس اليوم لم تعد تØتÙÙ„ لأن كل واØد لديه أعماله وأشغاله "ولا يصدق متى ينتهي من الزيتون ليعود إلى عمله" Øسب قولها.
وتضي٠أنها وعائلتها كانوا Ø£Øيانًا ÙŠØتاجون أكثر من أربعة شهور لقط٠الزيتون، "نبلش جول (تلقيط الØب عن الأرض) بشهر أيلول/ سبتمبر ونظل نشتغل لنص شهر شباط/ Ùبراير Ù„Øتى نخلص، يومها علمنا جيروعة كبيرة، جبنا كناÙØ© وهريسة ÙˆØلويات وعزمنا الي Øوالينا وكل الناس الي Ùزعوا معنا".
الصØاÙÙŠ Ù…Øمد عتيق من بلدة برقين قضاء جنين، شاركنا صورًا "لجيروعة" عائلته قبل أيام، قائلًا، إن ÙرØØ© الانتهاء من قط٠الزيتون؛ بعد كل التعب والإرهاق لأÙراد العائلة كان لابد أن ÙŠÙختم بـ"الجيروعة"ØŒ إذ اجتمعت العائلة ÙÙŠ المنزل وأعدَّت المأكولات والØلويات كاØتÙال بسيط لانتهائهم من قط٠الزيتون.
ويضيÙØŒ "الناس اليوم لم تعد تØتÙÙ„ بانتهاء الموسم كالسابق، لأن Ù…Øصول الزيتون أصلًا ليس كما كان سابقًا، Ø£ØµØ¨Ø Ø£Ù‚Ù„ بكثير، والناس ÙŠÙعدّون مونتهم السنوية من الزيتون وأØيانًا أقل، لذلك لا نجد الكثير من الناس ÙŠØتÙلون به".
ولكن ÙÙŠ مناطق أخرى من Ùلسطين، تختل٠أجواء "الجيروعة"ØŒ أو "الجورعة"ØŒ أو "الجاروعة". Ùيخبرنا الØكواتي Øمزة عقرباوي أن "الجورعة" ÙÙŠ بعض المناطق تكون على شكل مكاÙأة للأولاد من الجدات بإعطائهم شيئًا من المØصول سواء كان قمØًا أو زيتونًا، ليأخذونه ويبيعونه ويشترون بثمنه الØلويات كالهريسة والراØØ© والبسكويت.
وبمجرد أن ينتهي الناس من "الجيروعة"ØŒ ÙŠØمل الرجال Øبات الزيتون إلى المعاصر، ÙتÙÙˆØ Ø±Ø§Ø¦ØØ© الزيتون المعصور ÙÙŠ البلاد، وتتسابق النساء لإعداد المأكولات والØلويات التي تØتاج إلى زيت، كالمسخّن، والزلابية، ÙˆØلوى العوامة، ÙˆØلوى اللزيقيات الشعبية.
أضف تعليق