جمال الØياة٠يتدÙق٠من قناعة٠الأØياء باØترام٠بعضهم البعض وعدم إقصاء٠الآخر، واعتماد٠نهج الشراكة، الشراكة المبنية على الÙهم السليم لطبيعة الدنيا، وما تÙرضه علينا من تØدياتÙØŒ تÙØتم٠آلا نجور ونظلم لمجرد٠خلاÙ٠بسيط٠ÙÙŠ الرأي؛ Ùالكون بÙني على الاختلاÙØŒ ÙˆÙيه رØمة للعباد، Ùلو خلقنا الله متشابهين ÙÙŠ الصور والأشكال والأÙكار، Ù„Ùقدت كل الأشياء هيبتها تباعًا.. أن Ù†Øترمَ الآخر، ما أبسط الØديث Øين تتÙوه به Ø´Ùاهنا، بيدَ أن تطبيقه يغدو تØديًا أصعب من تØقيق المعجزات، ذلك لأن التعصب الØزبي وصلَ بنا إلى طرق٠مسدودة؛ Ùأوصدَ كل مساØات٠كانتْ ÙÙŠ عقولنا Ù…ÙتوØØ©ØŒ Ùلم يعد هناك مجالاً للنقاش٠أو التÙهم؛ ليÙØµØ¨Ø Ø§Ù„Øال "إما Ù†ØÙ† وإما خصومنا"! ليسَ هذا من الدين، ولن يكون هذا من الأخلاق٠أيضًا، كما أنه مناÙ٠للعÙرÙ٠والعادة والتقليد، Ùبنيان أي مجتمع٠سليم يجب أن يكون متراص ومتØد، بصرÙ٠النظر عن تعدد وجهات نظر أبنائه.
أردت٠من هذه المقدمة الكلاسيكية الروتينية التقليدية، أن تكون Ù…ÙتاØًا لاستهجان٠ما يدور٠ÙÙŠ مدينتي الرائعة والصابرة والمØتسبة غزة، التي تسعى أطراÙÙŒ مشبوهة لوأد٠ترابط٠أهلها ونسÙ٠صمودهم عبر الترويج٠لبرامجَ تهدÙ٠إلى تدمير٠المقاومة٠وضربها، تلك المقاومة التي Øمتْ ظهورنا وصدورنا ÙÙŠ ثلاثة٠Øروب٠شنها الاØتلال الإسرائيلي ضد اثني مليون Ù…Øاصر٠Ùيها، بعد أن تخلى القريب٠والبعيد عنهم، وأطبقَ Øتى الأشقاء العرب مناÙØ° الØرية٠ÙÙŠ وجوههم، Ùعانوا من نقص٠الأدوية٠والمستلزمات الطبية.
غزة الأبية الطاهرة هي التي تعض٠على جرØها المÙØªÙˆØ Ù…Ù†Ø° ثلاثة عشر عامًا، ناهيك عما قبلها من سنوات عجا٠وتمضي بخطى واثقة Ù†ØÙˆ تØرير المقدسات، عبر مسيراتها السلمية على Øدود التماس مع Ùلسطين التاريخية المØتلة عام ثمانية وأربعين، غزة التي صرخ أهلها بقوة "نموت٠واقÙين ولن نركع "تÙØاصر٠اليوم برؤى بشعة Øيث٠يسعى أعداؤها إلى اختزال٠أÙكارها التØررية الرائعة ÙÙŠ رغيÙ٠خبز٠وقليل٠من ملØ٠وكهرباء...!
غزة التي ØÙوربت ÙÙŠ Øليب٠صغارها أعوام وأعوام، وعندما نهضتْ تنÙض٠عن عينيها الكرى، وخططتْ بكل بسالة وسيّرت مسيرات العودة الكبرى، ونجØتْ ÙÙŠ Øشد الطاقات٠نØÙˆ Ùكرتها ÙÙŠ استعادة Ùلسطين التاريخية، وواصلتْ على مدار٠عام٠كامل٠ÙÙŠ تطويع٠كل الصعاب٠لصالØ٠مقاومتها ومشروع التØرر، هي ذاتها اليوم التي ÙŠÙريدون أن ÙŠÙعيدوها إلى مربع٠الألم الأول، مربع٠الØصار بأزماته الأزلية الكهرباء والماء والهواء والدواء خبز الجياع...!
مَنْ يضØك٠على من؟ صØÙŠØÙŒ أن الوضعَ الاقتصادي ÙÙŠ غزة صعبٌ للغاية لدرجة أنني وأنا أكتب٠تدوينتي هذه أشعر٠بالقهر٠Øقًا، Ùقد Ùقدت٠عملي جراء الأزمة المالية التي عصÙتْ بعدد٠من المؤسسات الإعلامية ÙÙŠ مدينتي المØاصرة؛ Ùكان الإغلاق مصيرها، ومع هذا لم يتمكن Ø£Øد من الإخلال٠بصورة٠المقاومة٠ÙÙŠ نظري ÙˆØركات التØرر كاÙØ© التي تقÙ٠سدًا منيعًا ÙÙŠ وجه كل المشاريع التصÙوية..
يدعي بعض٠المروجين لضرب٠Øماس ومقاومتها ÙÙŠ غزة، أن كل من يقÙون معها هم من الأثرياء الذين لم ÙŠÙØرك Ùيهم الØصار٠الإسرائيلي أي شعرة، Ùعاشوا وناموا وأكلوا ومارسوا طقوسهم وكأنهم Ùوق ريØ٠من شدة٠ثرائهم، لكن هذا ليس صØÙŠØ Ùكثيرون لا يملكون قوتَ يومهم ولا يعرÙون كي٠سيأتي عليهم الغد، ومع ذلك يستبشرون خيرًا بالذين لم يضيعوا أملهم ÙÙŠ تØرير Ùلسطين، أجل تØرير Ùلسطين، شعارهم ÙÙŠ ذلك "نعيش٠أيامنا لا نقتات إلا الخبز والملØØ› Ùليس الجوع يرهبنا آلا مرØÙ‰ به مرØÙ‰"..
Ùالناس٠ÙÙŠ غزة، ليسوا كالدواب، يريدون من يقدم لهم الأعلاÙÙŽ والطعام، دون أن تعمل عقولهم وتÙÙكر وتقÙ٠متمعنة ÙÙŠ أهداÙ٠أي طعام٠مشبوه٠يÙقدم لهم، إنهم أناسٌ اشتروا بجوعهم كرامة ÙˆØرية وهواءً نقيًا، ليعبروا Ùيه جسر العودة إلى ياÙا ÙˆØÙŠÙا وعكا وطبريا، وليتمكنوا عبره من تقوية٠عظامهم ليصلوا ÙÙŠ المسجد الأقصى المبارك هاتÙين "الله أكبر على مشاريع٠الإغاثة المسمومة، والطØين المزي٠بزيÙ٠من يدعون أن قلوبهم على غزة وأهلها"..
اتركوا غزة، أجل اتركوا غزة بجوعها ÙˆÙقرها ومرضها.. اتركوها لمقاومتها، اتركوها لأهلها، Ùهم وإن جاعوا؛ Ùإنهم يعلمون الدنيا كلها من أين تؤكل٠الأكتاÙØŒ ومن أين يأتي النصر، لطÙًا غزة تعرÙ٠كي٠تخدم Ù†Ùسها وكي٠تنتصر على جرØها، غزة أقوى منكم جميعًا، جوعها كرامة، ومرض٠أهلها شهامة، وإلى يوم القيامة هي تاجٌ على رؤوس٠كل من يدعون نصرتها، وهم ÙÙŠ الØقيقة يريدون لها ولمقاومتها الذل والمهانة.
أضف تعليق