جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    أيتُها النساء.. لا تظلمنَ أنفسكن!

    آخر تحديث: السبت، 12 يناير 2019 ، 12:35 م

     

     

     

     

    أيتُها النساء.. لا تظلمنَ أنفسكن!

    منذُ أن خلق الله آدم وحواء وزرقهما البنين والبنات، قسّم العدّل وأعطى كل حقه، لكنّ النفس البشرية أمارة بحُب الذات، وأحياناً الطمع، وكثيراً العمى عن حقوق من حولها، تجاوز هابيل التكليف، بينما سقط هابيل حتى اليوم وبُعثَ الغُرابُ مُعلمّاً له ومُرشداً ليسترَ سوءته التي تلطّختْ يداه بها، فمنْ ذا الذي يستر سوءات مجتمعنا التي تنمو فيه بأشكاله المُختلفة.

     

    قبل عامين دُعيتُ إلى حفل زفاف أحدهم، البديهي أن تكونُ نظراتُ الحاضرين موجهةٌ إلى الجالسَين هناك على "كوشة" الفرح مع ابتسامة تُرسم على الشفاه تتلوها دعوات لهما بالسعادة والجمال، لكن هذه المرة لم تكن كذلك، كُل ما يقال ويُسمع "كِيفْ رَضِي بها"، "هل هُوَ أعمى"، " مسكين مصنوع له عمل" في إشارة إلى أنّ به مسٌ من جِن، تساءلتُ لمِ كُل هذا الحديث، تبين لاحقاً لي أنّ العروس تعاني من عرجٍ بسيط في قدمها، حينها شعرتُ كم هي آدميتنا على المحكْ، نقّدسها متى نشاء ونذبحها حتى الوريد كيفما نشاء، إنْ مسّت ما لنا كُنا بُرآء نُدعو للسمحِ والدعاء، وإن طافت حولنا كُنا لها بالمِرصاد.

     

    استفزني أمرٌ واحدْ أننا في مجتمعٍ نحنُ فيه الظُلاّم، المرأة تظلمُ نفسها وتظلم مثيلاتها من النساء، نحزنُ أكثرُ مما ينبغي، ونهرب عند سعادة المحزونين، لأننا نريدُ أن نراهم على هيئتهم هذه لا يتغيرون، وإن تفتّح قدرهم كُنا ألسنة حداد عليهم، فيما لو حضرنا ذات المشهد بحالٍ معكوسٍ لتعاطفنا جميعاً مع الرجل المُصاب بأي علةٍ كانت، وقلنا لا بأس يبقى رجلاً، والمرأة قوية لأنها اختارتْ طريقها ولم تعبأ بمن حولها، ولا بأس في قليلٍ من الصبر، ومزيدٍ من الرضا، ما المُشكلة إذن!

     

    فلنكفّ أيدينا عن ظلم بعضنا البعض، ألا نكون متراساً يُبنى أمام أماني الآخرين، وألا نضع أقدامنا أمامهم كي يتعثرون، فالحياة تدور، وربما يختبركُ الله بنفسك، أو بمن أحببت  

    المُشكلة أننا متطرفون في النظر بعينٍ واحد، وبميزانِ هوى واحد، نُخرس إنسانيتنا حين الحاجة، ونطلقها متى نريد، لا كما تنبغي أن تَحِلْ. كثيرٌ من النساء اللواتي يصُبن بعلةٍ، أو إعاقةٍ ما، يُعلن حرمانها منذ أول يومٍ من أن تصنع أسرةً جميلة لنفسها، يوضع أمامها الشفقة، والمؤازرة، حتى يترّسخّ لديها أنَ حياتها ستستمر هكذا وحيدة حتى تموتْ، وإن لمْ يكن قولاً ففعلٌ ونظرة ولمزة.

     

    لمَ علينا أن ننصب أنفسنا حجر عثرةٍ أمام من ابتليتْ حياتهم ببعض البلاء، لنكون أسوء بلاءٍ فوق بلاءهم، لمَ لا نَعمُرَ أنفسنا بحبُ الخير للغير، أن ندعمهم بالأمل، بالتفاؤل، أن لا شيء يعيق الانسان عمّا يريد، وأنّ الحب إذا حضر بطلتْ كل الأسباب والأوهام، أنّ المرء قادرٌ على أن يكمل حياته كيفما أراد وقتما أراد، وأن من يعاني من أمرٍ ما لا يعنى أنّ النهاية ستقف عبوساً أمام وجهه، بل ستخضع له حينما يُقرر ذلك.

     

    لمَ علينا أن نعيش انفصاماً في التفكير، نأتي بصور الوفاء من العالم الأوروبي ونتغنى ونبكي على أطلاله، وكيفَ لسليمٍ يتزوج مقعدة، وكيف لأبيضٍ يتزوج بسمراء، وكيف لوفيٍ أن يلازم زوجته المصابة بمرضٍ أبدي، ونمارس عكس ذلك حينما يتعلق الأمر في مجتمعاتنا العربية، فيُصبح ضعفاً وسحراً وكيداً.

     

    نماذجٌ جميلة، تعرفت عليها خلال الحياة، لأشخاص سليمين ارتبطوا بشريكاتٍ أصبن بإعاقة ما، غاضّين السمع والبصر، سالكين دربهم بحبٍ يعمر قلوبهم، يعيشون جمال الحياة، مؤمنين أن الحياة لا تكمن في جسدٍ ما، إنما الحياة أُنس للروح، واكتمالٌ للقلب.

     

    كلُ ما في الأمر، أن نكفّ أيدينا عن ظلم بعضنا البعض، ألا نكون متراساً يُبنى أمام أماني الآخرين، وألا نضع أقدامنا أمامهم كي يتعثرون، فالحياة تدور، وربما يختبركُ الله بنفسك، أو بمن أحببت وبما ظلمتَ به غيرك، حينها ستسمع جواب قلبك، وتقول كم أخطأت، لكن سيكون من الصعبَ أن تصنعَ مجتمعاً يدعمكُ في وقتٍ كنتَ أنت مُحطمه بلسانك.

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...